الجمعة، ١٤ أغسطس ٢٠٠٩

ذَاكِرةٌ أُخرَى

ذَاكِرَةٌ أُخْرَى
.
.
.....اللَّيْلُ ذَلِكَ الوَرَمُ السَّرَطَانِيُّ لاَ يفتأُ أَنْ يَسْتَشْرِي دَاخِلَ ذَاكِرَتِي الخَرْقَاء، مُسْتَعْصِيَةٌ هِيَ مَسَافَاتُ الوَجَعِ حِينَ تَحْفِرُنا صَمْتاً.. لِنَسْتَيْقِظَ ذَاتَ صَبَاحٍ خَالِينَ الوِفَاضِ، لاَ نَجِدُ غَيْرَ سَحْنَةِ انْتِظَارٍ لِلاَّشَيْءَ حَتىّ نَسْتَدْرِكَ عَرَمَ مَا خَلَّفْنَاهُ بِالأَمْسِ وَ اللَّحَظَاتِ السَّالِفَة!
.
.....المَرْكَبَةُ المُتَهَالِكَةُ عَيْنُهَا تَنْطَلِقُ بِخُطَاهَا العَرْجَاءِ نَاحِيَةَ فَسَائِلٍ شَاحِبَةٍ تَتَوَارَى خَلْفَ أُمَّهَاتِهَا الحَانِيَاتِ ظُهُورَهُنّ - لَكَأَنَّ البَحْرَ لاَ يَحْكِي بِقُرْبِهِنَّ سِوَى شَجَنِ المَوْجِ.. وَ إِيهٍ لِلْمَوْجِ -، مُحْتَارٌ بَيْنَ مُكُوثِي ضِيقاً أَوْ غَيْرَه.. أَنْفُثُ دُفُعَاتٍ مِنَ الدُخَان، أُرَاقِبُهَا تَتَلَوَّى بَيْنَ عَيْنَيَّ فَأُدْرِكُ غَنَجَ بَعْضِهَا وَ تَنْهِيدَاتِ أُخْرَاهَا! لاَ أَلْبَثُ أَنْ أَشْرُدَ قَلِيلاً حَتىّ تَسْرِقَنِي امْتِعَاضَاتُ آخَرِين، تَطْرِقُنِي هَمْهَمَاتُ عَائِلَةٍ تَقْرِبُنِي بِضْعَةَ أَمْتَار.. تَسْتَقْرِؤُنِي مَلاَمِحُهُمْ اِزْدِرَاءاً، لَعَلَّهُمْ وَجَدُوا فِي مُخْتَلِسٍ لِلْوَحْدَةِ تَائِهٍ بِشَأْنِهِ فَقَطْ.. شَيْئاً مُقَزِّزاً لَهُمْ، تَنْصَرِفُ هِيَ تَارِكَةً إِيَّايَ أَنْفُضُ رُطُوبَةً عَلِقَتْ بِجَبِينِي مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ مِنِّي بِارْتِبَاكِ مَوْقِفٍ لَمْ أَسْتَوْعِبْ مَدَى "حَقِيقَتِه".أَنْظُرُ ذَاتَ سَمَاءٍ وَ سَجْدَةِ شُكْرٍ.. مَرَاسِمَ دَفْنٍ وَ شَمْساً وَ سُحْباً يُهَال، أَبْصُقُ مَا اتَّخَذَتْهُ الذَّاكِرَةُ الأُولَى.. وَ أَنْصَرِفُ كَسَابِقَاتِهَا.
.
.....فِي جِهَةٍ أُخْرَى، ذَاتُ العَائِلَةِ تُدِيرُ كُؤُوساً "قُزَحِيَّةً" وَ سُرَادِقُهَا يُمْطِرُ ظُلْمَة، أَتَجَاهَلُهُمْ.. أَمْضِي حَيْثُ أَنَا وَ نِدَاءُ اللهِ فَلاَ شَيْءَ يَسْتَبِيحُنِي حِينَهَا!!
.
.
بقلم: علي محمد مرخوص.
1.43 صباحاً، الموافق: 10 أغسطس 2009م

ليست هناك تعليقات:

زمن الذبـــول

زمن الذبـــول